اندلع جدل هائل أثناء تصنيف منظمة الصحة العالمية اضطراب الألعاب كاضطراب عقلي ونفسي. أيد بعض الخبراء هذا التصنيف بينما أعرب آخرون عن شكوكهم فيه.

إنه لأمر مفاجئ بالنسبة للأشخاص الذين لا يرون أي ضررٍ في ألعاب الفيديو. لكن على مر السنين، قام الباحثون بفحص تأثير الألعاب على الإنسان، ومعرفة الفرق بين كونها هواية أو إدماناً.

هناك فرقٌ بين الذكور والإناث يجب أخذه بعين الاعتبار –حيث تلاحظ الدكتورة (ياوين سن) اختصاصية الأشعة في مستشفى (رن جي) في شنغهاي دور التحكم في الاندفاعات، وهو أمر ضروري لمقاومة الإغراء.

حيث قالت: «أظهر الرجال مستويات أقل من السيطرة على الرغبة والاندفاع مقارنة مع النساء.” مضيفة: “قد يميل الشبان إلى استخدام الإنترنت بشكل مرضي أكثر من نظرائهم الإناث.»

ومع ذلك، تعترف (سن) أن السبب وراء ذلك غير واضح، فهل تصبح الأدمغة ضعيفة المقاومة في نهاية المطاف مدمنة؟ أم أن الألعاب نفسها قادرة على إحداث هذه التغييرات في الدماغ؟

وتحدثت إحدى الدراسات من جامعة كاليفورنيا عن هذا الموضوع عندما لاحظ الباحثون أثر ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعية في تحفيز مناطق المكافأة الموجودة في الدماغ عند الأطفال.

يخضع الجميع لهذا التحفيز، لكن الفئات العمرية الأصغر سناً أكثر حساسية. وأشارت هذه النتائج إلى خطر هذه العادة إن تُركت بدون مراقبة. فقد تسبب تغيرات في الدماغ مما يجعل المرء عرضة للإدمان في وقت لاحق من الحياة.

ويعتقد علماء نفس آخرون مثل الدكتور (مايكل فريزر) من نيويورك، أن طلاب المدارس الثانوية الذين يعانون من القلق والاكتئاب واضطرابات التعلم أكثر عرضة لخطر الإدمان. حيث يميل بعض الخبراء إلى تصنيف الإفراط في ممارسة الألعاب كآلية دفاعية لمواجهة الصراعات النفسية، وليست اضطراباً حقيقياً.

دافع الكثيرون ضد الادعاءات التي تتهم الألعاب بالتشجيع على العنف. ففي هذا العام، أجرى باحثون ألمان تجربة ولم يجدوا أي صلة بين ألعاب الفيديو العنيفة والعنف طويل الأمد، مما يشير إلى كون أثرها بسيط للغاية، بل حتى غير موجود.

من ناحية أخرى، يسلط الخبراء الضوء على الآثار الإيجابية لألعاب الفيديو. بالطبع، عليك تجنب اللعب لساعات طويلة، حيث يقول (مارك غريفيث) رئيس قسم دراسة المراهنات في جامعة (نونتغهام) في إنجلترا: «لا توجد أدلة كافية على الأثر السلبي للعب باعتدال.»

على سبيل المثال، يمكن لألعاب مثل Angry Birds توفير الاسترخاء وتحسين المزاج والحد من القلق. كما تساعد ألعاب المغامرة والألعاب الاستراتيجية على تحسين زمن رد الفعل والوعي المكاني والذاكرة والتفكير ومهارات أخرى. وقد توفر الألعاب أيضاً وسطاً ممتعاً للمعلمين والطلاب عند استخدامها في عملية التعليم.

في الآونة الأخيرة، كشفت دراسة أن لعبة Crystals of Kaydor قد تجعل الأطفال أكثر عاطفية. كما أعرب فريق البحث من جامعة (ويسكونسن ماديسون) عن أمله في استكشاف آثار إيجابية أخرى للعبة خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد.

المصدر

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!