يقول الخبراء إنّ الاستمرار في العمل يمكن أن يُبقيك متيقظاً، كذلك التمرين والانشغال مع الأهل والأصدقاء. وجودك في عمل يمكن أن يُشكِّل تحدّياً لدماغك ويُساعِد في تخفيض مخاطر الإصابة بألزهايمر لديك.

وحسب قولهم، فإنّ تطوير عادات دماغيّة صحيّة هو تمرين جيّد لجميع الأعمار، قد يقي من الإصابة بداء ألزهايمر.

الكلمات المتقاطعة جيّدة، ولكن على الأرجح يجب عليك القيام بأكثر من ذلك لتحفيز دماغك لتفادي داء ألزهايمر. قد يعني ذلك لبعضهم البقاء في العمل وعدم التقاعد مُبكِّراً.

تقول د.ريبيكا إيديلماير – Dr. Rebecca Edelmayer- مديرة الرابطة العلميّة في جمعيّة ألزهايمر لموقع Healthline «من منظور الجمعيّة فإنّه يمكننا القول بأنّه لم يفت الأوان وبأنّه ليس من المبكِّر تكريس هذه العادات الصحية.»

فإذاً ما هي المفاتيح للياقة الذهنيّة؟ وكيف يمكن تجسيدها في الحياة؟

بالنسبة للمبتدئين فإنّ جمعيّة ألزهايمر تُقدِّم دليل 10 طرق لتحبّ دماغك 10 ways to love your brain– مع بعض النّصائح لنمط حياة ينمّي صحّة الدماغ.

أما أصحاب الأعمار المتوسطة والأصغر منهم فإنَّ التّمارين الذهنيّة من حصولهم على مهنة وتربية في الصغر تزودهم بحافزٍ ذهنيٍّ دائم.

العالمة الرئيسة في مؤسسة الوقاية من ألزهايمر Banner Alzheimer’s Institute- – في ولاية أريزونا والمديرة المساعدة في مبادرة الوقاية من ألزهايمر -Alzheimer’s Prevention Initiative- د.جيسيكا لانغبوم Dr. Jessica Langbaum–أخبرت حديثاً الإذاعة الوطنيّة المحليّة-National Public Radio- (إذاعة أميركية) بأن التفاعل الاجتماعيّ وحلّ المشاكل في عملها تُساعدها في البقاء مرنة ذهنيّاً.

وتكتب لموقع Healthline في رسالة الكترونيّة «جميعنا يعلم بأن انخراطنا اجتماعيّاً، وحِفاظنا على حالة ذهنيّة جيّدة، انشغالنا بتمرين هادف، حصولنا على سبع أو ثماني ساعات نوم ( مُحسِّنين جودة نومنا )، والعادات الغذائيّة، جميعها تلعب دوراً مهمّاً في صحّة الدماغ.

لا يوجد جواب واحد ملائم لإيجاد هذا التوازن، كلّ شخص يجب أن يُميّز الأفضل له، بالنسبة لي يتمثّل ذلك في ضمانِ وقتَ فراغٍ لنفسي ولعائلتي خارج أوقات العمل، وهذا يتضمّن عدم تفقّد بريدي الالكترونيّ بشكل مستمر خارج أوقات الدوام.»

1. نصيحة للمتقاعدين:

يكون الحصول على وظيفة بالنسبة لكثيرين كافياً لإبقائهم ذهنيّاً بحالة جيّدة، ولكن.. أحد قادرٌ على العمل للأبد.

بالنّسبة للكبار، المتقاعدين الحديثين، لربما يكون نوعاً من التّحدّي الذّهنيّ الانتقال من أسبوع عمل مزدحم إلى حياة التّسلية، وبالأخذ بعين الاعتبار بأن أعراض داء ألزهايمر عادةً ما تظهر بعد عمر ال60 فإنّ للاهتمام بالدِّماغ عند هذه الشريحة من الناس ضرورة مضاعفة.

معظم الناس يستعملون ألغاز الكلمات المتقاطعة، وألعاب دماغٍ أخرى لتمضية الوقت والبقاء بحالة انشغال ذهني.

وفي حين أنّه لا خطأ في هذه النشاطات، يقول الخبراء إنّه من الجيّد الخروج عن المألوف بعض الشيء، وأن تتحدّى دماغك بطرق جديدة.

تشرح د.لانغبوم Dr. Langbaum– «نحن نتحدّث عن تحدّي دماغك وتنشيطه، من خلال فعل شيء، ليس بالضرورة أن يكون أمراً روتينيّاً بالنسبة لك، بل تحدياً لجعله أكثر فائدةً ( أشياء يمكن أن تتضمّن التّفكير الاستراتيجيّ، التفكير الخلّاق، أو ربما مهام مُضاعفة ومخطّطات ) طُرُقاً يمكن أن تُمرِّن نفسك بها بشكل ما، وتوافق لانغبوم –Langbaum على أنّها مسألة أن تجد أنشطة تحدّي وبنفس الوقت تكون مُسلّيةً وكتبت أيضاً»

أنا لا أنصح بأيّ نشاطات محددة، حقّاً المفتاح هنا هو إيجاد شيء يجلب المتعة للشخص إضافةً إلى كونه تحدّياً.

قد يتضمّن هذا العمل التطوّعيّ، اختيار هواية كالتصوير الفوتوغرافي، إعادة البدء بهوايةٍ استمتعت بها في شبابك، المشاركة في نادٍ للكتب، القائمة لا تنتهي، فشبكات الدّعم القويّة هي المفتاح للتعامل مع كبار السن، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بسلامة الدّماغ.

2. مسألة العائلة:

يشدد كل من د.لانغبوم Dr. Langbaum و د.إديلماير Dr.Edelmayer على أهمية أفراد العائلة والأصدقاء عندما يأتي الأمر إلى تشجيع ودعم الأشخاص المسنّين، تقول د. إديلمار Dr.Edelmayer «عندما نُفكِّر بداء ألزهايمر نعلم أنّه لا يؤثّر على الشخص المُصاب فحسب، وإنّما على العائلات أيضاً، وبالرجوع إلى مستند 10طرق لتحب دماغك -10 ways to love your brain-، يمكن أن يكون أفراد العائلة عنصراً مهماً ضمن كثير من العناصر على اللائحة.»

وتقترح أيضاً تشجيع حياة اجتماعيّة صحيّة، تتضمّن تقديم نزهة لكبار السنّ إذا لم يعودوا قادرين على القيادة، أيضاً تقديم الدعوة للشخص، خاصّة إذا كان يعيش لوحده. وتقول «وجبة صحيّة وحديث جيّد، وصفة عظيمة لصحّةٍ دماغيّةٍ أفضل.»

3. الأساليب المتعددة:

أفضل طريقة قطعاً لتنمية الصحّة الدماغيّة هي الانشغال في أنشطة صحيّة متعدّدة، فلكلٍّ من المعاشرة وتحدّي الشخص دماغه فوائده، وأيضاً فوق ذلك كلّه اللّياقة البدنيّة والطّعام الصحّي.

تُصرُّ د. لانغبوم – Langbaum Dr.- «الانشغال في نشاط هادف مهمٌّ جدّاً لصحّة الدّماغ، فالنّاس الّذين ينخرطون في تمرين، يرتفع معدّل ضربات قلوبهم بعض الأيّام في الأسبوع، تُصبح ذاكرتهم أفضل، ويتحسّن أداؤهم في اختبارات التفكير. بل وأكثر من ذلك، فإنّ هذا النّوع من التمرين مرتبط بتأخير المشاكل في منظومة الذّاكرة والتّفكير، المُتعلّقة بالخرف، النّاجم عن داء ألزهايمر.»

يُعرف عن هذه الممارسات مساعدتها على البقاء بقوّة ذهنيّة، رغم كل شيء فإنّ فهم أسباب داء ألزهايمر ما يزال للأسف صورة ً مُظلمةً، ولكنَّ مجموعات مثل جمعيّة ألزهايمر -Alzheimer’s Association- ومؤسّسة الوقاية من ألزهايمر – Banner Alzheimer’s Institute-يقومون بدورهم في دعم البحث المتقدّم.

تُشير د. لانغبوم -Langbaum Dr.- إلى مكتب تسجيل الوقاية من ألزهايمر -Alzheimer’s Prevention Registry- كوسيلة ليبقى النّاس متواصلين مع الابحاث و الدّراسات التي تجري في المنطقة.

تُدير جمعيّة ألزهايمر Alzheimer’s Association– اختبارات سريريّة تُسمّى U.S. POINTER study– والتي تبحث في تحديد تأثير أسلوب الحياة بمنظومة داء ألزهايمر، وتشرح إيديلماير -Edelmayer- « نحن نعتقد أنَّ النُّقطة الأكثر أهميّة عند التفكير بتأثير نمط الحياة بأنّه فعليّاً مزيج من العناصر المختلفة، فيتوجب عليك أن تُفكِّر بطرق لتقوم بأمور متعدّدة لتقلّل الخطورة لديك، ونحن نعتقد بأن هذا سيكون الأكثر فائدةً. »

4. بيت القصيد:

العمل لوقت متقدّم من العمر يمكن أن يُساعد الكثير من النّاس على البقاء بصحّة ذهنية قويّة ويقلّل مخاطر ألزهايمر لديهم، ولكن لا يمكننا التّعويل على مهننا لتبقينا بصحّة ذهنيّة للأبد. بل يجب أن نتحكّم بلياقتنا الذهنيّة من خلال استعمال طرق متعدّدة كالتّحفيز الذّهنيّ، عادات أسلوب حياة صحيّة، والانشغال مع الأصدقاء والعائلة.
المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!