لعلّك سمعت بأن هناك مجموعة من الرسائل التي كتبها آينشتاين تم بيعها بمزاد علني بمبلغ يقدر ب 420,000$.

محتوى هذه الرسائل كان يتضمن نصائح لأبنائه، كلمات عزاء لصديقته خانها زوجها، وتعديلات على مسائل رياضيات معينة ولكن الكثير من التركيز الإعلامي كان على ما قاله عن الله.

عنوان صحيفة واشنطن تايمز على سبيل المثال كان: ألبرت لم يكن ملحداً، 27 رسالة من رسائله التي بيعت في المزاد تُظهر بانه كان يؤمن بوجود إله.

حقاً؟

طبعاً لا.

هذه مجرد تضليل إعلامي يميني، وهذا ما قاتله المقالة حول هذا الأمر : “نحن جميعاً نعرف ما أنجزه وكيف غيّر العالم بنظريته النسبية، ولكن هذه الرسائل أظهرت جانباً آخر من القصة – كيف نصح أبنائه وكيف كانت طريقه إيمانه بالله”.

كيف يؤمن آينشتاين بالإله؟

الرسائل لم تُظهر أن اينشتاين كان يؤمن بإله ولكن أظهرت طريقه إيمانه به.

حسناً ما الذي قاله آينشتاين في رسائله حول الإله؟

“لقد قلت مراراً وتكراراً أن رأيي في فكره الإله الشخصي هي فكرة طفولية، لربما تدعوني بشخصٍ لا أدريّ ولكنني لا اتشارك مع الملحدين بهذا الوصف لأنني أفضل أن أتحلى بموقف متواضع يقابل ضعف فهمنا الفكري للطبيعة وللكون”.

لذلك إن عاش آينشتاين اليوم، لربّما كان ليقول بأنه ليس “ملحداً جديداً” ولم يكن ليحاول أساساً أن يقنعك بتغيير إيمانك بل عوضاً عن ذلك كان ليتبع نهج نيل ديغراس تايسون الديني هذه يعني بأنه سوف يبقى بعيداً عن التسميات والأوصاف، ولكنه كان ليقول لك بأن فكره الإله المسيحي الذي يستمع إلى صلاتك ويراقبك طوال حياتك هي مجرد سخافة.

ومع ذلك أحب آينشتاين انتقاد الملحدين المتشددين(( على الرغم من أنه كان يشاركهم معظم اعتقاداتهم))

وفي إحدى رسائله الأخرى قال آينشتاين لكريستوفر هيتشنز: “الملحدون المتعصبون لهم مثل العبيد الذين لا يزالون يشعرون بثقل السلاسل التي كانت تقيدهم فكرياً ولم يستطيعوا التخلص منها لأنهم عانوا منها طويلاً” لنكن واقعيين لا يوجد أي دليل على أنه لو عاش اينشتاين بيننا اليوم لكان من الممكن أن يكون مسيحياً.

هل تريد المزيد من الأدلة ؟

في كتاب عنوانه ” البرت آينشتاين، الجانب الإنساني” للكاتبة إلين دوكاس والكاتبة بانيش هوفمان حيث اقتبستا من رسالة أخرى لآينشتاين كُتبت في عام 1954: “بطبيعة الحال كل ما قرأته عن قناعاتي الدينية هو مجرد كذب ممنهج، أنا لا أؤمن بإله شخصي ولم أنكر هذا أبداً، بل أعربت عنه بوضوح إن كان هناك شيء فيَّ يسمى بالدينية فهو إعجاب غير محدود لتشكيلة الكون التي كشفها العلم لنا لحد الآن”.

هل تريد المزيد من الأدلة ؟

إن كان علينا أن نضع تصنيفاً لإيمان آينشتاين فيجب علينا القول بأنه كان يعتقد بفرضية وجود إله انشأ الكون ولكنه ليس الإله الذي يؤثر على حياتنا يومياً أو ينتبه لتصرفاتنا بل حتى أنه بمكاننا القول أنه كان يؤمن بالطبيعة التي تُسيّرها القواعد الرياضية والفيزيائية.

لذلك لا تصدق التقارير التي تدعي بأن اينشتاين كان مؤمنا بإله لا بل كان ملحدا لربما كان يمضي بعض الوقت يتأمل في الكون ولكنه لم بؤمن أبداً بفكرة الإله الذي يملك تأثيراً مباشراً على حياتنا.


مصدر

اقرأ ايضًا: ماذا عنى اينشتاين بعبارة : ”الله لا يلعب بالنرد“

طاقم مجلة وسع صدرك

طاقم مجلة وسع صدرك

مجلة وسع صدرك الالكترونية جرعة يومية من الدهشة والفضول

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!