تكلمنا لأعوام عن إيجاد المرأة المناسبة التي نستطيع ركوب أمواج الحياة معها، وتقف بجانبنا في السراء والضراء، إلا أن الارتباط بالنسبة لي كرجل يعد من أهم القرارات التي نتخذها في الحياة، ويجادل البعض بأنه الأهم، فإن المرأة التي نقرر أن نشاركها عالمنا ستكون أم أطفالنا، وتساعدنا لتخطيط حياة، وتساندنا عندما نقع وتجعل منا أشخاص أفضل عما نحن عليه الآن. ولكن كيف تبدو المرأة المناسبة بالنسبة لنا؟

الشخصية: لا علاقة لكونك جميلة بحق بمظهرك، بل له كل العلاقة بمن أنتِ وشخصيتك، فنحن نحتاج أشخاصًا يضعون نفس الجهد والوقت في الحرص على الظهور بمظهرٍ جيد، ليكونوا حقيقين وصادقين على حدٍ سواء، فهل تعرفين تلك الفتاة التي تكونينها حول صديقاتك؟ تلك أنتِ بحق، فلا تتردي أن تكوني أنتِ حولنا، نراكِ تضحكين بجنونٍ مع صديقاتك، فاضحكي معنا، لأننا نحب النساء الممتلكات لحس الفكاهة ولا يأخذن الحياة بجديةٍ كثيرًا.

كوني نفسكِ، اطلبي شطيرة لحمٍ بالجبن للغداء ولطخي وجهك كاملًا بالكاتشب، فمن العادي جدًا أن ترتدي سترة عادية أو تي شيرت ولا تضعي مساحيق تجميلٍ وتسرحين شعرك عندما تأتين، فنحن في الواقع نحب ذلك، نحن نحب أن تتأنقي وتشعري بجمالك، ولكن اعلمي أنك لا تحتاجين أن تبدلي شخصيتك الأساسية لكسب قلوبنا، وإن مر عليك أي وقتٍ شعرتِ بلزوم فعلك لذلك، فأنت بصحبة الرجل الخاطئ.

الاحترام: احترامك لنفسك يكشف الكثير عن شخصيتك، إذ يوجد في مجتمعات اليوم ما يدعى بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي هي بالأساس سيرتكِ الذاتية بالنسبة للرجال، فأين تذهبين ومع من، وماذا تقولين وكيف تقولينه يعكس شخصيتك كفرد، وللتحدث بصدق: لا يريد الرجال شخصًا موجودًا في كل مكان، ويفعل كل شيءٍ مع كل شخص، فالأولاد الصغار هم من يريدون الفتاة المشهورة، ولكن الرجال الحقيقون لا يلعبون تلك الألعاب، فلا يمكنك احترام رجلٍ إن لم تحترمي نفسك.

نحن نفضل امرأةً تجلس في البيت لقراءة كتابٍ، بدلًا من السكر مع أصدقائها في عطلة الأسبوع، وامرأة تبقي خصوصيةً على حياتها ما يجعلها أكثر إثارةً للاهتمام، فكلما عرفت أشياء أقل عن شخصٍ ما، كلما أصبح الشخص أكثر إثارةً للاهتمام، مما يجبرنا على الاهتمام والسؤال والطلب، فإن كنا نعرف كل مكان تذهبين إليه وكل شيءٍ قمت به، فإلى أين يقودنا ذلك؟

التأثير: فكما أنتن، نحن نحتاح لامرأة تصل لنا وتمسك بيدنا، تقبل شريكها بعشوائية وتحتضنه وتسأله عن يومه، مما يستحضر عنده ذلك الشعور بكونه مرغوب، إذ أن ذلك يقوي الرابط بينهما ويفتح خطوط التواصل، ولكن الأهم أنه يجعله يشعر بالراحة والقبول إن جاز التعبير.

الذكاء: النساء الذكيات هن اللواتي يعرفن الكثير عن العالم حولهن، ويملكن اهتمامًا كبيرًا بجعله مكانًا أفضل، فهن يملكن تلك الرغبة بالغدو ناجحات، والتي تعد الصفة الأهم بحد ذاتها، ففي الحياة أكثر من أجدد حقيبة يد أو حذاءٍ مصَمم أو الحلقة القادمة من برنامج الواقع المفضل لديك، إذ أن القرارات التي نتخذها بحياتنا غالبًا ما تسبب لنا الشك، لذلك امتلاك شخصٍ بنظرة ثاقبة بجانبك في ذلك الوقت يجعلك تتخذ القرار الأنسب، وذلك لا يتطلب درجةً علميةً من جامعة هارفرد أو أي درجة أخرى، بل الفكر والمنطق والفهم فحسب.

الثقة: الحياة صعبة، فكل يوم هو صراعٌ لتخطيه، ووجود امرأة بجانبك هو مفتاح السعي وراء أحلامك، فالمرأة التي تحب نفسها بغض النظر عن عيوبها، ستحب الرجل بكل عيوبه، بل ما هو أكثر من حبك أيضًا، ستهدم أبواب العوائق وتصل للنجوم معك أيضًا، ولأكون صادقًا نحن لا نلاحظ كل واحدةٍ من عيوبك التي تمضين ساعات أمام المرآة في النظر إليها، فإن وجدنا أنفسنا منجذبين لك، اعلمي أننا لا نحلل كل إنشٍ في جسمك للبحث عن الكمال.
فإدراك المرأة لقيمتها أمر جذابٌ نوعًا ما، فبالمجمل أنت تنظر إلى شخصٍ يكملك، وليس مجرد صنمٍ يقف بجانبك.

الطموح: يرغب الرجال في تقديم الرعاية والتخطيط لعائلاتهم، ولكنهم يحبون أيضًا وجود امرأة تخطط لتلك الحياة معهم، نحن لا نريد أن نجبر على اتخاذ كل قرارٍ بمفردنا، بل نحتاج إلى شخصٍ ذا رؤية لما بعد اليوم، فالمرأة المصممة تكون أكثر التزامًا بالعلاقة، إذ لا يوجد شكوك حول مستقبلها لأنها تدرك تمامًا ما يحتاجه المستقبل للوصول إليه، فالفشل ليس خيارًا في حياتها، وفي نهاية المطاف إن المرأة التي ستدفع بنفسها لتصبح أفضل أمٍ لأطفالها أو لتمتلك مهنةً ناجحة، هي التي ستسعى جاهدة لإقامة علاقةٍ ناجحة.

التواضع: يعد التواضع صفة جذابةً بالنسبة للرجل عند بحثه عن شريكة حياته، إذ أن المرأة المتواضعة تتعاطف مع الآخرين، وتضع سعادة الآخرين قبل سعادتها، وتفعل ذلك في نفس الوقت بطريقةٍ تجلب لها السلام والحماية، فحين تعلم أن شخصًا ما سيضع رغباتك في المقام الأول فورًا، سيظهر أن الغرور لن يقف في طريق تأسيسكما لعلاقةٍ قوية،. وفي النهاية، هناك فكرةٌ خاطئة حول المظاهر والشعبية والحالة الاجتماعية، أنها هي من ستجلب لك الحب الحقيقي، ولكنها لن تفعل، لذلك توقف عن ذلك فما أنت وشخصيتك هي التي تهم، فقط كن على سجيتك بعيوبك وكل شيء.

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!