هل يشدك منظر التفاح الناضج ولونه الأحمر الشهي ويدفعك لشرائه؟ وهل تؤمن إيماناً خالصاً أن للسكاكر المتعددة الألوان مذاقٌ مختلف؟ قبل أن تبدأ بقضم الطعام أو ارتشاف الشراب، يقوم دماغك ببناء “توقعاتٍ” حول الطعم بناءً على الرائحة والملمس، وبالطبع، اللون. وقد يصيب الدماغ من خلال هذه التوقعات إلى حد كبير.

أجرى (تشارلز سبنس) من جامعة (أكسفورد) العديد من الدراسات حول أثر لون الطعام ورائحته على دماغنا، مما يدفعنا إلى الشعور بنكهاتٍ أو طعمات لا وجود لها.

حيث قام في أحد اختباراته بإصدار تعليمات إلى أحد أبرز خبراء النبيذ ليقوم بشرب النبيذ الأبيض المصبوغ باللون الأحمر. ماذا سيكون جواب الخبير برأيك عند سؤاله عن الطعم؟

قال (سبنس): «لقد استغرق بعض الوقت قبل اتخاذ قراره. وبدا لي أنه حاول معرفة نكهة النبيذ الأحمر –التوت أم الفراولة؟»

يرتبط اللون الأحمر عادة بالحلاوة، وهو ما يفسر انجذابنا إلى التفاح الأحمر، فقد يرتبط أيضاً بنكهاتٍ أخرى كاللحم الطري.

حاول تذكر الكم الهائل من العلامات التجارية للأغذية والمشروبات والتي تستخدم اللون الأحمر في شعاراتها عند التعبئة والتغليف!

من الناحية السلبية، كان من المرجح أن تحفز بعض الألوان ردود أفعال سلبية. فخلال إحدى الدراسات التي أجريت في سبعينيات القرن العشرين، تناول المشاركون الطعام في غرفة مظلمة، ولم يواجهوا أي مشكلة على الإطلاق.

ولكن عندما تم تشغيل الأضواء، تبين أن شرائح اللحم والبطاطا المقلية قد لوّنت باللونين الأزرق والأخضر. عندها فقد نصف المشاركين شهيتهم عندما اكتشفوا هذا الأمر.

يقال إن اللون الأزرق، على وجه الخصوص، واحدٌ من أقل الألوان الفاتحة للشهية لأن وجوده في الطبيعة أمر غير شائع نسبياً.

فشعورنا بالنفور من بعض النكهات المرة أمرٌ طبيعي، وهو آلية دفاعية ضد الأطعمة السامة.

ومع ذلك، لا يمكننا استبعاد تأثير الثقافة، مما أدى إلى وجود استثناءات. ففي مثال مثير للاهتمام أشارت إليه جامعة Spoon، ظهرت نتائج متناقضة بعد أن قامت شركة (برغركينغ) ببيع برغر باللون الأسود في اليابان والولايات المتحدة.

لم يلق المشروع نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة، بينما أظهر المستهلكون اليابانيون استجابة أكثر إيجابية لأن الأطعمة ذات اللون الأسود كانت أكثر انتشاراً في البلاد. كما قد تكون كثافة براعم التذوق أمراً مؤثراً.

أوضحت الأبحاث الحديثة من جامعة Penn اختلاف درجة ارتباط حاسة التذوق بلون الأطعمة من شخص لآخر، مما قد يؤثر بلا شك على طريقة تسويق المنتجات الغذائية.

وقالت (مولي ج. هيغنز)، وهي المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في علوم الأغذية: «قد يكون لذلك آثار في صناعة الأغذية إذا كانت الشركة ستطلق منتجاً جديداً ذا نكهة ملونة. فقد لا يتقبل بعض المستهلكين نمطاً جديداً من الألوان والنكهات.»

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!