هل لاحظت أن بعض الأذكياء و المفكرين غير سعداء؟ قد يتوافر في حياتهم علاقة حب جميلة و عائلة و نجاح مهني إلا أن ملامحهم باهتة و وجوههم تكاد تكون خالية من البهجة. ما الذي يجعلهم يشعرون بالوحدة و الإحباط و الحزن؟ يقول إرنست هيمنغوي ” إن سعادة الأذكياء هي أندر شيء أعرفه”. فيما يلي ستة أسباب لغياب السعادة بين الأذكياء:

يقوم الأذكياء بالمبالغة في تحليل الأمور و ذلك بسبب تفكيرهم الزائد الذي يستنزف وقتهم و من المرجح أن تقودك كثرة التفكير إلى أروقة البؤس و الإحباط. هل سمعت بمقولة ” الجهل نعمة” ؟نعم لأنه كلما قل فهمك كلما اكترثت أقل و بالتالي كلما كنت أسعد. إن مقدرتك على فهم الناس بالشكل الصحيح و معرفة نواياهم و دوافعهم أمر كفيل بجعلك محبطا منهم، وذلك ناهيك عن التفكير في مسائل الحياة الفلسفية و المعضلات المعقدة التي تزيد الطين بلة.

يتميز الأذكياء بمعاييرهم العالية التي تجعلهم لا يرضون بالقليل مما يجعل إرضاءهم أمرا صعب المنال، فكل شيء في حياتهم يجب أن يتخذ المسارات التي يريدون، كما أن العديد ممن يتمتعون بالذكاء النظري لا يتمتعون بالذكاء العملي مما يجعلهم يتجهون نحو المثالية في نظرتهم إلى الحياة، ليتصادموا لاحقا بالواقع فتسقط توقعاتهم في شباك خيبة الأمل.

و من أسباب غياب السعادة عنهم هو قسوتهم على أنفسهم فلا يتهاونون بشأن النجاح أو الإخفاق فيبدو أنهم يحللون الأمور ليبحثون عن شيئا ما يلامون عليه، فمثلا من الممكن أن يكون الشخص المفكر في سريره يستعد للنوم فيستعيد حادثة قديمة من سنين أو أشهر و يعيد حساباته، ليتضح له أنه كان من الأفضل لو تصرف بطريقة مختلفة فيلوم نفسه و يعكر مزاجه و ينام في فراش الإزعاج.

هل تتوقف مخيلتهم عن التفكير؟ كيف سيحدث ذلك و هم يبحثون عن أهداف و معاني الحياة التي يعيشون فيها؟ كيف سيهنأ لهم العيش و هم يشعرون بعدم الانتماء للمكان و الزمان؟ فقد يرغبون في العيش في عصر زمني آخر أو حتى في كوكب آخر، فغالبهم يبحث عن الروعة و العظمة و الخلود إلا أن ذلك غير متوفر حاليا في كوكبنا الأرض.

من أجمل تفاصيل الحياة هو أن تشعر بوجود شخص ما يفهمك بالكامل فتجالسه في محاورة هادئة ليفهمك و يستوعب وجهة نظرك و لتشاركه آراءك المتنوعة. للأسف، لا يتوفر هذا الشخص عند الأذكياء فعلى الأرجح سيشعرون بالوحدة و عدم الارتياح بغياب من يفهمهم بالشكل الملائم. يعاني العديد منهم من مشاكل نفسية حيث تشير العديد من الدراسات على وجود ارتباط وثيق بين الذكاء و القلق الاجتماعي أو القطبية في الشخصية، فقد تكون هذه الاضطرابات النفسية من الآثار الجانبية، من يعلم؟! فلابد من وجود ضريبة عالية لهذا الذكاء المميز.

Aws Dayoub

Aws Dayoub

مترجم ومدرس لغة إنكليزية في جامعة تشرين، مهتم بالصحة والرياضة والتغذية السليمة.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!