يقول الناس أن العين هي نافذة للروح، فهي تخبرنا بكثيرٍ من الأشياء عن صاحبها فقط بمجرد التحديق لها، ونظرًا لعدم تمكننا من التحكم بحجم الحدقة، فيمكن لخبراء النفس الاستدلال على حالة الشخص من عوامل مرتبطةٍ بالعين.

حدقة العين: تشكل حدقة العين جزءًا من الجسد لا نستطيع التحكم به، وتتحكم حدقة العين بكمية الضوء الذي يدخل أثناء عملية الإبصار، كما أنها وبحسب ما وجده إيكهارد هيس في العام 1975 يكبر حجمها عند اهتمامنا بالشخص الذي نتكلم معه أو الشيء الذي ننظر إليه.

التواصل البصري: يعد التواصل البصري أمرًا أساسيًا في الاتصال والتواصل مع الناس، وخصوصًا بالنسبة للذين يريدون أن يكونوا متواصلين فاعلين في في الساحة العامة.

التواصل البصري المستمر: من المتوقع أن يكون التواصل البصري في المجتمعات الغربية وثقافات عديدة أمرًا عاديًا وليس مستمرًا بشكلٍ مبالغٍ فيه، فغالبًا ما يعتبر التواصل البصري المستمر محاولةً للتهديد، مما يسبب شعور الشخص المحدق إليه بتسليط الضوء عليه وعدم الراحة.

وذكرت المجلة الطبية النيوزلندية أن أحد أسباب وقوع العديد من الأطفال ضحيةً لهجمات الكلاب الأليفة، هو تحديقهم القوي في الحيوانات الأليفة، ما يجعلهم يشعرون بالتهديد والحاجة للدفاع عن نفسهم، كما أن التواصل البصري بشكلٍ مفرط علامة على زيادة أهمية الأمر الذي يتكلم بها ذلك الشخص، وفي حال أراد شخصٌ خداع شخصٍ آخر، فإنه من الممكن تشتيت اتصالهم البصري كي لا يضطروا إلى تجنبه، وهو مؤشر معروفٌ للكذب.

التواصل البصري المراوغ: لماذا نتجنب النظر إلى أحدٍ ما؟ ربما بسبب شعورنا بالخجل إن نظرنا إلى شخصٍ غير صريحين معه أو نحاول خداعه، ومع ذلك وجدت دراسة بتصميم سؤال وجواب أجريت على الاطفال في جامعة ستريلنغ باسكوتلندا، أن الأطفال الذين حافظوا على التواصل البصري كان احتمال توصلهم للإجابة الصحيحة لسؤال ما أقل من احتمال الأطفال الذين نظروا بعيدًا للتفكير بإجابة.

البكاء: يعتبر البكاء في معظم الثقافات حول العالم نتيجةً لاختبار مشاعر قصوى، ويرتبط عادةً بالحزن أو الأسى، وقد يرتبطٌ أحيانًا بالسعادة المطلقة أو الفكاهة الشديدة، ويعرف البكاء القسري لكسب التعاطف أو لخداع الآخرين ب«دموع التماسيح» وهو تعبيرٌ منبثق من خرافة بكاء التماسيح عند اصطياد الفريسة.

الرمش: بالإضافة إلى حاجتنا الغريزية للرمش، تسبب مشاعرنا وأحاسيسنا تجاه الشخص الذي نتحدث معه تغيرًا في معدل الرمش الخاص بنا لا شعوريًا، ويمكن للرمش أكثر من 6-10 مرات في الدقيقة أن يكون مؤشرًا جيدًا على انجذابك للشخص الذي تتكلم معه، ولهذا السبب يعد الرمش علامةً على الغزل.

الغمز: يعد الغمز في الغرب شكلًا لعوبًا من الغزل، إذ أنه شيء نفعله مع الأشخاص الذين نعرفهم أو على وفاقٍ جيدٍ معهم، ومع ذلك يوجد اختلاف في الثقافات حول موضوع الغمز، فعلى سبيل المثال تعبس بعض الثقافات الآسيوية عند استخدام هذا الشكل من تعابير الوجه.

اتجاه العين: ماذا يخبرنا اتجاه نظر الشخص عن شعوره أو ما يفكر به؟ تكمن الإجابة في النظر إلى اتجاه نظر الشخص عندما يفكر، فالنظر إلى يسارهم يعني أنهم يحاولون تذكر شيءٍ ما، أما عند النظر إلى يمينهم فذلك يشير إلى أفكارٍ أكثر ابتكارًا، وغالبًا ما يفسر هذا على أنه إشارة محتملةٌ على كون الشخص مخادعًا في بعض الحالات، أي يخترع نسخةً من الأحداث. ملاحظة: إن كان الشخص يساريًا فمن الممكن عكس مؤشرات الاتجاه.

ملخص قراءة العين إذًا ما هي أفضل طريقة لعكس أفضل صورةٍ عنك اعتمادًا على التواصل البصري وبناءً على ما ذكرناه سابقًا؟ إن كنت ترغب في إظهار اهتمامك بما يخبرك به شخصٌ ما، انظر إلى عينيه كثيرًا، ولكن تذكر أن التحديق دون الرمش يمكن أن يكون أمرًا مربكًا، كما وجد الباحثون أن الأشخاص المشتركين في حديثٍ مشوق يركزون على وجه الشريك لما يقارب 80% من الوقت، وخاصة العينين، من ثم ينتقلون للأنف في نهاية المطاف، ويجب عليك تجنب النظر للأعلى وإلى اليمين إذ أنها إشارةٌ عالمية على الملل والطرد.

وتذكر أيضُا النقاط الرئيسية التالية فيما يخص التواصل البصري:  أظهر أنك مهتم وفعال في التواصل مع الأشخاص بالحفاظ على فترات منتظمة من التواصل البصري، وتذكر أن النظر المستمر لأعين الطرف الآخر قد يدل على التهديد. توسع حدقة العين ممكن أن يدل على شخصٍ مهتم، أو أن الغرفة أصبحت أكثر إشراقًا عوضًا عن ذلك. اعتدل في موضوع الغمز، حتى في الثقافات التي تتقبل المزاح في إيماءة كهذه. تجنب دموع التماسيح إن كنت ترغب في أن تعتبر جديرًا بالثقة من قبل أصدقائك.

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!