تظهر عوامات العين كنقاط صغيرة أمام العينين ضمن مجال الرؤية، وقد يكون ظهورها جليًا عند النظر إلى شيء مشع أو ساطع كالنظر إلى ورقة بيضاء أو سماء زرقاء مثلًا، وفي بعض الأحيان قد تكون مصدر إزعاج للكثيرين إلا أنها لا يجب أن تؤثر على الرؤية، وفي حالة الأجسام العائمة الضخمة فإنها قد تلقي ظلالًا خفيفة على مجال الرؤية ولكن هذا لا يحدث إلا في أنواع معينة من الضوء، إذ يمكن للشخص أن يتعايش معها ويتجاهلها بحيث تصبح ملاحظتها أقل مع مرور الزمن ولا يتطلب الأمر علاجًا إلا في حالات قليلة جدًا.

اكتسبت عوامات العين اسمها بسبب حركتها إذ تبدو كأجسام عائمة أمام العينين تميل للانجراف بعيدًا عندما يحاول الشخص التركيز عليها، ولها أشكال عديدة فقد تبدو كنقاط سوداء أو رمادية أو كخطوط متعرجة أو كخطوط متشابكة والتي من الممكن أن تكون شديدة التشابك بحيث يصعب الرؤية من خلالها أو قد تبدو كخيوط شبكة العنكبوت أو كحلقات أو خواتم، وعادةً لا تزول هذه المشكلة أو تختفي وإنما تصبح ملاحظتها أو الانتباه لها أقل مع الزمن.

وسبب ظهور الأجسام العائمة في معظم الأحيان هو كونها قطع صغيرة من بروتين يدعى الكولاجين وهي جزء من مادة شبيهة بالجيلاتين تقع في مؤخرة العين تدعى بالجسم الزجاجي، بحيث تنكمش الألياف البروتينية التي تشكل الجسم الزجاجي مع التقدم في السن إلى أشلاء صغيرة تتجمع معًا لتشكل ظلالًا على الشبكية وهي ما نراه على أنه أجسام عائمة، وفي حال كان الشخص يعاني من مثل هذه المشكلة وشاهد وميضًا فعليه أن يزور طبيب العين في أقرب وقت ممكن فذلك قد يشير إلى مشكلة حرجة.
هذه التبدلات قد تظهر أو تبدأ في أي عمر ولكنها غالبًا ما تحدث بين الأعمار 50- 75، وقد تزيد احتمالية الإصابة بها عند الأشخاص حسيري البصر أو لدى من خضع لجراحة بسبب إعتام عدسة العين أو الساد «Cataract».

وعلى الرغم من كون الأمر نادر إلا أنّ الأجسام العائمة قد تحدث نتيجة أمراض ورضوض العين أو بسبب اعتلال الشبكية السكري أو بسبب تشكل رواسب كريستالية ضمن الجسم الزجاجي أو بسبب أورام في العين، وعلى رأس الاضطرابات والحالات الخطرة المرتبطة بالأجسام العائمة هي انفصال الشبكية وتمزق الشبكية ونزوف الجسم الزجاجي والتهاب الجسم الزجاجي والتهاب الشبكية الناجم عن عدوى أو عن اضطراب مناعي ذاتي وبالطبع أورام العين.
هناك حالة أخرى قد تقلد الأجسام العائمة وهي ما يدعى بالهالة البصرية التي قد تترافق مع الصداع النصفي أو الشقيقة «Migraine Headache» ولكنها أمر مختلف عن الأجسام العائمة أو الومضان الذي قد يترافق مع مشاكل عينية أخرى، فالمشكلة في حالة الهالة البصرية قد تستمر لدقائق قليلة وقد تشمل مجال الرؤية في العينين وتتلاشى بعد ذلك حتى قدوم نوبة أخرى من الصداع النصفي.

في حال كنت تعاني من رؤية نقاط عائمة صغيرة لا تتبدل مع الزمن فلا داعي للقلق، ولكن يجب استشارة الطبيب في أقصى سرعة عند ملاحظة زيادة مفاجئة في عدد الأجسام العائمة أو عند رؤية ومضات من الضوء أو في حال فقد جزء من مجال الرؤية أو عند ملاحظة أجسام عائمة بعد عملية أو رض على العين أو في حال وجود ألم في العين أو عند ملاحظة أي تبدلات تحدث بشكل متسارع ومتدهور مع الوقت.
وتكون المعالجة في الحالات السليمة غير ضرورية وفي حال كانت مزعجة للشخص فأفضل ما يمكن القيام به هو تحريك العينين وعادةً يكون التحريك إلى الأعلى والأسفل أفضل من التحريك من جانب إلى آخر.
أمّا في الحالات الشديدة التي تحجب فيها الأجسام العائمة جزء كبير من مجال الرؤية فالطبيب قد يقترح إجراء عملية جراحية تدعى باستئصال الزجاجي «Vitrectomy» وفيها يزيل الطبيب الجسم الزجاجي ويستبدله بمحلول ملحي، ولكن هذا قد يعرّض المريض لاختلاطات خطيرة مثل انفصال الشبكية وتمزق الشبكية وإعتام عدسة العين أو الساد، وعلى الرغم من احتمال حدوث مثل هذه الاختلاطات قليل إلا أنّ حدوثها قد يؤثر بشكل كبير وجذري على البصر.


المصدر

دانيا الدخيل

دانيا الدخيل

مهتمة بآخر مستجدات العلوم المختلفة واﻷخبار المتنوعة وأحاول المساعدة في نشرها.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!