السرطان هو عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تصيب الإنسان في مراحل مختلفة من حياته. وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإن لفظ السرطان يُعرف على أنه شيء واحد فقط، ولكنه عبارة عن حالات طبية مختلفة تصيب أماكن وأعضاء مختلفة في الجسم. في الأوضاع الطبيعية تنقسم الخلايا الجسدية لانتاج خلايا جديدة، ولكن إذا حدث خطأ في تلك الانقسامات، تتكاثر الخلايا بشكل جنوني منتجة ورمًا خبيثًا يسمى السرطان.
هناك مجموعتين من الجينات المسئولة عن عملية انقسام الخلية، تلك التي تسمى الجينات المحفزة للنمو Oncogenes والأخرى الجينات المثبطة للأورام Tumor suppressor genes. عندما يحدث خلل في الجينات المحفزة للنمو، مع خلل آخر في الجينات المثبطة للأورام، فإن الخلايا تنقسم بطريقة غير طبيعية، مؤدية لحدوث الأورام. فبغض النظر عن السبب الكامن وراء هذه الطفرات التي تحدث في الجينات، فإن النتيجة واحدة؛ انقسام غير منضبط وغير متحكم به في الخلايا، وهذا الورم لا يكتفي بإتلاف العضو الذي ينشأ به فحسب، بل ينتقل للخلايا والأنسجة الأخرى أيضًا.

هل هناك علاج للسرطان؟

بالرغم من مليارات الدولارات المدفوعة في الأبحاث العلمية التي تبحث في علاج السرطان وأسبابه، إلا أن أفضل الأدوية والمقاربات العلاجية في المستشفيات حتى الآن لم تعالج السرطان. وذلك يرجع للاختلاف الكبير في سلوك كل نوع من أنواع السرطانات عن الآخر، فإذا عملت بعض الأدوية مع نوع من السرطان لا تعمل مع الآخر، بل إنها إذا عملت مع مريض وكانت سببًا في شفائه، فإنها قد لا تعمل مع غيره. لذلك يتوجب على الباحثين اكتشاف دواء مخصص لكل نوع من أنواع السرطان حتى ينتهي. يمكن أن يكون هناك آلاف أنواع الطفرات المختلفة، مما يؤدي لاختلاف أنواع السرطانات، لذلك يكون الأمر صعبًا على الأطباء أن يطلقوا رصاصة واحدة لإنهاء كل أنواع السرطان.

ما هي الحلول الحالية لمقاومة السرطان؟

الحل الأكثر انتشارًا، هو التدخل الجراحي. ببساطة يقتني الطبيب أدواته الجراحية ثم يفتح في مكان الورم ويستأصله مع مساحة من الأنسجة المحيطة به تحسبًا لوجود خلايا سرطانية بها. إلا أن هذا الحل ليس فعالا في بعض السرطانات مثل سرطان الدم وسرطان العظام، والذي توجد بهما الخلايا السرطانية في كل مكان بالجسم، كما أن إزالة الورم لا تمنع عودة السرطان من جديد؛ حيث إن خلية واحدة فقط يمكنها أن تتطور إلى ورم خبيث.

الحل الآخر هو الحل طويل المدى. حيث يستخدم الأطباء مجموعة من الأدوية السامة يطلق عليها العلاج الكيميائي، تقوم تلك الأدوية بتدمير كل الخلايا التي تنقسم سريعًا في الجسم سواء كانت صحيحة أم مريضة، مما يسبب العديد من الأعراض الجانبية. أو عن طريق استخدام العلاج الإشعاعي لتدمير المادة الوراثية للخلايا السرطانية ومنعها من الانقسام. ولكن تلك الطريقة ليست متخصصة فهي تعامل كل السرطانات بنفس الطريقة بالرغم من اختلاف تلك السرطانات، لذلك قد لا تعمل بكفاءة في كل الحالات.
لحسن الحظ، هناك بدائل واعدة تقترحها الأبحاث العلمية لاستبدال تلك الطرق القديمة في العلاج. عن طريق العمل على تسلسل الجينوم. إنها طريقة سريعة ورخيصة وأقل من ناحية الأعراض الجانبية عن الطرق الأخرى. تعمل تلك الطريقة على تحديد الجين المسئول عن حدوث الورم والعمل على إزالته، فيما يسمى بالطب الشخصي. ولكن الأبحاث لازالت جارية في هذا الصدد ولم تعتمد حتى الآن في جميع أنواع السرطانات.

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!