’’لا وقتَ كافيًا في اليوم‘‘ عبارةٌ يعتقد بها الناس ويقولونها كثيرا.

مع أنّ مكتب إحصائيات العمل في الولايات المتحدة يشير إلى أنّ معدّل الإنتاجيّة يتصاعد كل سنة -إنتاجية العمل زادت 2.9% في الربع الثاني من 2018- فإننا -بصفتنا بشرًا- لا يزال يصيبنا العجز بسهولة، بسبب ألفتنا للأجهزة الإلكترونية، والشبكات الاجتماعية، وحياتنا اليومية المتسارعة.

ومع هذا، ما زال يمكن أن نطبّق قائمة المهامّ الشاقّةَ تلك، من غير أن يصيبنا الجنون، ويقول الخبراء إن السرّ في اعتلاء قمّة الإنتاجية إنما هو أن نغيّر تعريفنا للوقت، ونظرتنا إليه.

 تقول جولي مورغنسترن، مستشارة في التنظيم والإنتاجية، ومؤلفة كتاب الوقت للآباء:

الوقتُ ليس مفهومًا غامضًا، ولا متحايلًا، بل محدَّدٌ وقابل للقياس. لعلّه يحسُنُ أن نقارن تنظيم الوقت، بترتيب خزانة. لديك قدرٌ محدد من المساحة التي كثيرا ما تزدحم بأشياء كثيرة جدا، لا طاقة لك بتحملها.

ليس الهدفَ أن تحاولَ تحقيق كل بندٍ تضعه في قائمة مهامّك، تقول مورغنسترن. إنما الهدف أن نفعلَ أقلّ قدرٍ من المهامّ لنصنع أكبرَ تأثيرٍ في تحقيق أهدافنا الموضوعة.

كثيرٌ منّا يفكّر في الفاعليّة بالطريقة الخاطئة. 

تقول لورا ستاك، متحدّثة في الإنتاجية والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة Leadership USA:

ليست الإنتاجية كم بندًا أنجزت من قائمتك، ولا هي كم ساعةً عملت”، “الإنتاجية تتعلّق بالنتائج التي استطعت تحقيقها في الوقت الذي قضيته.

سواءٌ أكنتَ مماطلًا من الطراز الأول أو كنت تفخر بمستوًى عالٍ من الفاعلية، هنا، يشاركك الخبراء الطرائق اللازمة لترفع من إنتاجيتك.

اصنع حزمًا للمسؤوليّات

يقول الخبراء إن تنظيم مسؤولياتك بطريقة سهلة، قد يزيد من إنتاجيتك حالًا. مورغنسترن تقترح تنظيم المهامّ بتصنيفها إلى فئات من أجل التخلّص من المهامّ غير الضرورية منها.

تقول مورغنسترن: 

إذا كنتَ كاتبًا، فإنّ مسؤوليّاتك ستتضمّن غالبًا تكوين القصص، والبحث، والكتابة، والمقابلة، لكلّ امرئٍ ما بين ثلاثة حزم وخمسة حزم. عليك أن تبسّطها. لن يتحمّل عقلك أكثر من ذلك.

لورا فندركام، مؤلفة كتاب Off the Clock: Feel Less Busy While Getting More Done تقول إنه يمكنك أن توسّع هذه الفئات. “فكّر في الأسبوع القادم، واصنع قائمة قصيرة بثلاث أولويات: العمل، والعلاقات، والذات. 

تقول لورا: 

إنّ صنع قائمة بثلاث أولويّات يذكّرك أن تضع شيئًا في كل واحدة منها، إنّ فعل هذا سيرفع كثيرا فرصك بالحصول على أسبوعٍ إنتاجي.

اصنع لنفسك رزنامة

تقول فندركام: 

أعتقد أن معظم الوقت يضيع في الأمور غير الضرورية، لا يفكّر الناس بما ينبغي أن يفعلوه في وقتهم، لذلك ينفعلون تجاه أي شيءٍ يحصل. ستحقق إنجازات أكثر كثيرا في ساعات أقلّ إن أنت فكّرت قليلا بتخطيط رزنامتك.

إن صناعة رزنامة لجميع مهامّك مفتاحٌ لإنجازٍ أكير في وقت محدد.

كما تقول ستاك: 

ادرس متطلبات عملك من قرب، انتخب قوائم مهامّك، تحكّم بالمُلْهِيات، وقرِّرْ أن تفعل المهمّ فقط. وتضيف ستاك أنّه ينبغي أن تخصص أوقاتًا محددة للمهامّ، وترفض القرارات المفاجئة، والتي تكون بلا إذنك.

وجميع قوائم مهامّك يجب أن تدمج في رزنامتك بدلًا من أن تخربشها فقط في قائمة، وفقًا لمورغنسترن.

تقول مورغنسترن: 

قائمة مهام غير مرتبطة بالزمن قلّما تُنْجَز، قائمة المهام تتطلّب وقتًا معينًا من يومك. إذا كان كل فعلك أن تضع قائمة ثم تنتظر الوقت لكي يحققها، فاعلم أن ذلك لن يحدث.

مارِس الإتقان الانتقائيّ

تحثّ مورغنسترن عملاءها على التخلّص من فكرة الإتقان في كلّ شيء. بدلًا من ذلك، ينبغي للناس أن يحددوا أكثر ما المهام التي يريدون إتقانها أكثر، ثم يقضوا معظم وقتهم عليها. ولفعلِ ذلك، أنشأت مورغنسترن تقنية “الأكثر، الوسط، الأقل”. قبل بدء مهمة، تقترح مورغنسترن أن يكتب المرء أكثر ما يمكنه فعله فيها، وأقلّه، وأوسطه (خليط من أكثره وأقله).

تقول مورغنسترن: 

الفكرة أن يعرف المرء بشكل ملموس كم سيستغرق من الوقت كل مستوى من الإتقان. سيرسمُ ذلك أيضًا الخطة اللاواعية للأشياء التي كنت تفكر في فعلها لتحقيق هذه المهمّة، ثم تختار المستوى المناسب لهذه المهمّة في تلك اللحظة بالمقارنة مع جميع الأشياء الأخرى التي على طاولتك

هذا سيقدّم لك منظورًا لتعرف كم من الوقت والجهد تحتاج أن تستهلك.

أدر قدراتك

خلافًا للمعتقد الشائع، إن تعدد المهامّ قد يهدر أحيانًا الوقت أكثر. تلمح ستاك إلى أهمية التركيز -أي تحديد أيّ المهامّ أهمّ أن تنجز في ذلك اليوم، وأن تبدأ العمل من ثمّ بحسب الأولويّة.

تقترح كذلك أن تقدّر واقعيًّا ما الذي يمكنك أن تفعله جسمًا وعقلًا. ركّز على العوامل الجسميّة التي تستهلك طاقتك، تقول ستاك: أدر أوقاتَ نومك، وحميتَك، وتمرينَك، وسعادتَك.

وإذا كنتَ تقلق أن يأخذ شيء ما أكثر من الوقت الذي ينبغي له أن يأخذه، فبدلًا من مضاعفة المهمّات، تقترح فندركام أن تسجّل كم تستغرق كل مهمة تؤديها لمدّة أسبوع. وبهذا الأسلوب، يمكنك أن تعرف أين يذهب وقتك، وتعدّل ذلك لتفسح مجالًا للأشياء الأهمّ.


المصدر

Avatar

عبد المعين السباعي

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!