تكاد تدخل الأرقام في جميع تفاصيل حياتنا اليومية فهناك رقم الهاتف ورقم السيارة ورقم بطاقة الائتمان وأرقام خاصة بالعديد من الأجهزة الالكترونية وفي نطاق أكثر عمقاً يعتقد البعض أن الأرقام لم توجد بشكل عبثي ولم يتم ايجادها بهدف العد ومعرفة العدد والكمية فقط بل لها ارتباطات ما ورائية أبعد مما نظن وأشهر هذه الأرقام ربما هو “رقم الشيطان” أو “رقم الوحش” 666.

يعلم العديد بشأن الرقم 666 الذي ذكر بشكل غامض في “العهد الجديد” فقيل عنه أنه رقم الوحش وأصبح حديثاً يعرف بأنه رقم المسيح الدجال. كيف لهذا الرقم أن يثير كل هذا الجدل حوله؟

ما الذي يجعل هذا الرقم البسيط الملامح يبدو مريباً لدى العديد من الناس منذ ألفي عام؟ هل هو مجرد رقم عادي أم حقاً يستحق تلك السمعة السيئة؟ يشير كتاب “سفر الرؤيا” إلى الرقم 666 بطريقة منذرة بالشؤم مشيراً إليه باسم “رقم الوحش” لكن هذا ليس كل شيء. ببساطة يستخدم الرقم 666 كشيفرة.

كُتبت نصوص العهد الجديد في زمن الإغريقيين القدامى حيث كانت تكتب الأرقام كالحروف في اللغة اليونانية كما هو الحال في العبرية (اللغة الأخرى في النصوص الإنجيلية الأصلية). تمثل الأحرف الأولى من الأبجدية الإغريقية ألفا وبيتا وغاما الأرقام واحد واثنان وثلاثة فالأمر يشابه الأرقام الرومانية فمثلاً للتعبير عن 100 و1000 و10.000 نستخدم أحرفاً للدلالة على كل منها فيصبح الحرف أداة للتعبير عن الرقم وكانت هذه الطريقة هي الأشهر قبل استخدام الأرقام الهندية الحديثة واختراع الصفر.

إذاً ما هي دلالة الرقم 666؟ إذا ترجمت التهجئة العبرية لهذا الرقم سينتج عنها “Neron Kesar” وهي التهجئة العبرية ل”Nero Caesar” وهو قائد الإمبراطورية الرومانية الشهير بأعماله الشنيعة، فقد قام بقتل أمه وألقى باللوم على المسيحيين بشأن الحريق الذي نشب في روما وقام بقتل وتعذيب مئات الأشخاص الذين اعتقدو بأن يسوع المسيح هو مخلصهم. في الواقع يعد نيرون واحداً من أشهر الشخصيات الشريرة بالنسبة للمسيحية في بداياتها، ودائماً ما كان يصور على أنه وحش بهيئة انسان.

في ظل وحشية نيرو وقوته التي لا ترحم لم يكن من السهل أن تكتب هذا الكلام وأنت تخشى الاضطهاد الامبريالي فهل أنت مجنون لتصرح أن نيرو سيزر شخص سيء وشرير! ويقول بعض المفسرون أيضاً أن هذا الرقم ينطبق على الماضي والمستقبل ووفقاً لوجهة النظر هذه كان “نيرو” بالفعل المسيح الدجال لكنه في الوقت عينه يمثل نمط أو هيئة المسيح الدجال الذي سيأتي في المستقبل.

بالطبع هذا التأويل هو واحد من تأويلات عديدة للعدد 666، حيث أن هناك عدداً كبيراً منها وحتى أن البعض يبحث عن الرقم في كل شيء ويؤلف نظريات المؤامرة حوله.


المصدر الأول، المصدر الثاني

Aws Dayoub

Aws Dayoub

مترجم ومدرس لغة إنكليزية في جامعة تشرين، مهتم بالصحة والرياضة والتغذية السليمة.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!