يعتبر الحوار السلبي مع النفس أحد أهم الأسباب التي تمنعك من عيش حياة إيجابية منتجة، نقدم لك بعض النقاط التي ستساعدك في إنشاء حوار داخلي أكثر إيجابية.سواء كنت تقول لنفسك، “لن تتم ترقيتي لمنصب أفضل في العمل”، أو كنت تفكر باستمرار، ” يعتقد الناس أني غريب الأطوار.”

للأسف يؤثر الحوار السلبي على شعورك وعلى الآلية التي تتصرف بها. في الواقع، غالباً ما تتحول هذه المحادثات مع نفسك إلى نبوأة تحقق نفسها.

فعلى سبيل المثال، تخيل شخصاً يفكر دائماً،” أنا أُحرج دائماً في الحوارات ولهذا السبب لا أحد يحبذ التحدث معي.” للتغلب على حَرجه يتجنّب الدخول في محادثات مع الأشخاص ويَحُد من مستوى تفاعله، بالتالي يعتقد الأفراد أنه شخص خجول وهذا يؤكّد اعتقاده في نفسه.

توضح إيمي موران طبيبة نفسية و بروفيسورة في جامعة نورث إستيرن: «على مر السنين، عملت مع عدد لا يحصى من الناس في مكتب العلاج الخاص بي في محاولة لتغيير حوارهم السلبي مع أنفسهم، وشاهدت بشكل مباشر كيف يساعد تطوير الحوار الداخلي على بناء العضلات الذهنية للأفراد وتمكينهم من إحداث تغيرات إيجابية في حياتهم.»

إن كنت سلبي التفكير وتمنع نفسك من الاقدام بتجارب جديدة،فإليك كيفية التعامل مع هذه الأفكار السلبية بطريقة صحيحة:

١- التعرف على أفكارك السلبية.

عندما تتلقى رسالة بريد إلكتروني من مدير عملك يقول فيها،”أريد أن ألتقي بك في أقرب وقت ممكن.” هل كانت أول أفكارك أنك على وشك أن تفقد عملك أو تعتقد أنك ستحصل على مكافأة مالية؟؟
العديد من الأفكار التلقائية ترتاد ذهنك دون أية جهدٍ واعٍ. لذلك فمن المهم أن تأخذ الوقت اللازم لتقييم أفكارك لتتمكن من التعرف على الأفكار غير الواقعية، غير المنتجة، أو غير العقلانية.

٢- ابحث عن الأدلة التي تثبت صحة أفكارك.

مجرد أن تراودك فكرة معينة فهذا لا يثبت صحتها، في الواقع إن أغلب الأفكار التي تراودك هي عبارة عن وجهات نظر وليست حقائق. لذلك إسال نفسك، “ما هو الدليل على صحة هذا؟” بالعودة إلى مثال البريد الإلكتروني من مدير العمل، ما هي الأدلة التي تملكها لتراودك فكرة فقدان العمل؟

قم بإنشاء قائمة من الأدلة التي تدعم أفكارك، فربما تغيبت عن العمل لعده أيام، أو فاتك الموعد النهائي لتسليم مشروع ما، قم بإيجاد أكبر عدد ممكن من الدلائل لثبت صحة تفكيرك.

٣- ابحث عن الأدله التي تنقض صحة أفكارك.

قم بإنشاء قائمة من الأسباب التي تنفي صحة تفكيرك، فربما كنت واحداً من افضل الموظفين وانت على يقين أن مدير عملك لن يتخلى عن خدماتك بسهولة، أو لربما قدمت عملا جيدا في إحدى الاجتماعات مسبقًا.

إذا كنت تكافح من أجل العثور على أدلة مخالفة -وهذا شائع عندما تكون مشاعرك عالية- اسأل نفسك “ماذا سأقول لصديق لديه هذه المشكلة؟”

إذا قال لك زميلك،”أنا على وشك فقدان عملي” فمن الواقعي أنك سوف تستحضر بعض الأدلة التي تجعل ذلك غير صحيحاً، لذلك قم بإعطاء نفسك نفس العزاء الذي كنت لتقدمه لشخص آخر.

٤- أعد ترتيب أفكارك بشكلٍ واقعي أكثر

بمجرد النظر إلى الأدلة من كلا الجهتين، قم بتطوير بيان أكثر واقعية ” هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع مدير العمل للرغبة بالتحدث إلي” هذا قد يساعدك في إبقاء الأمور في نصابها الصحيح، لا تحاول إقناع نفسك بالأشياء الإيجابية للغاية التي لن تنجح، بدلا من ذلك قم بإنشاء أمور تستند على الواقع بشكل أكبر.

٥- اسأل نفسك “ما درجة السوء لو كانت أفكارك صحيحة”

في بعض الأحيان تكون أفضل طريقة التعامل مع الحديث السلبي هي مواجهته بشكل مباشر. اسأل نفسك “ما مدى سوء الأمر لو فقدت عملي؟”

بعد ذلك اقض بعض الوقت وانت تفكر في ذلك. سواء قررت التقدم بطلب لوظيفة أخرى أو اخترت أن تنشئ عمل خاص بك، ستتاح لك الخيارات دائمًا لن تكون النهاية، ذكّر نفسك أنك ستكون بخير في نهاية الأمر سيساعدك من التخلص من الذعر أو القلق من الموقف.

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!