على الرغم من أن احتمال اصابتك بالبرق يفوق احتمال فوزك باليانصيب بأربع مرات، إلا أن هذا لا يسري على خبير الاقتصاد الروماني الاسترالي ستيفان ماندل والذي فاز بها 14 مرة، إذ فاز أول مرتين عندما كان في رومانيا، وكان يحاول كسب المال لإخراج عائلته من تلك الدولة الشيوعية آنذاك، حيث كان معاشه الشهري 88 دولارًا فحسب، وانتقل لفلسطين قبل أن يستقر في أستراليا، وفي أستراليا فاز باليانصيب 12 مرة إضافية.

عادة ما ينتهي الأمر بكثير ممن يفوزون باليانصيب، بإنفاقها تمامًا على بيوت ضخمة وسيارات فارهة، أو المقامرة بالمال أو تحمل نفقات الدعاوى القضائية، بينما أخبر المخطط المالي روبيرت باجلياريني موقع “بزنس إنسايدر” بأنه يجدر بفائزي اليانصيب أن ينشؤوا ما يدعى بالثالوث المالي، والمتألف من محامي واختصاصي ضرائب ومستشار مالي، وهو بحسب باجلياريني الفريق المثالي للمساعدة على اتخاذ القرارات المالية والتخطيط للمستقبل، كما قد يساعدوا على حمايتك من وسائل الإعلام ومن انقضاض طالبي المال عليك، ويضيف باجلياريني بأن أفضل طريقة للتعامل مع الفوز بمقدار كبير من المال كهذا هو الهدوء والتروي، والتركيز على التخطيط المالي العملي على المدى الطويل.

أما بالنسبة لماندل فقد وضع الاستحواذ على يانصيب ولاية فيرجينيا نصب عينينه، الأمر الذي أودى به في السجن مدة 20 شهرًا، ولكنه الآن يعيش حياة هادئة في فانواتو، وهي جزيرة جنوب المحيط الهادئ معروفة بالبراكين والشلالات، وعلى الرغم من أن تلك الحركة الخطيرة كانت قانونية آنذاك، إلا أن هناك قوانين جديدة في الولايات المتحدة وروسيا تمنع ذلك تمامًا، فلا يمكنك أن تشتري تذاكر يانصيب بكميات كبيرة وطباعة تذاكرك في المنزل بعد الآن، وهما ركنان أساسيان في طريقة مانديل للفوز.

الخطوات التي اتبعها ماندل لجني مبالغ كبيرة من اليانصيب:

  1. تقدير العدد الكلي للاحتمالات الممكنة، فلورقة يانصيب تتطلب انتقاء ستة أرقام من 1 إلى 40، هناك 3838380 احتمال ممكن.
  2. حاول العثور على ورقة يانصيب تحمل جائرة كبرى تعادل ثلاثة أضعاف الاحتمالات الممكنة أو أكثر.
  3. جمع مقدار كافٍ من المال للدفع لكل احتمال ممكن، إذ جمع مانديل ما يقارب 2524 ممول لمساعدته على الفوز بيانصيب فيرجينيا.
  4. طبع ملايين الأوراق لكل احتمال، حيث كان هذا قانونيًا في السابق إلا أنه يجب في الوقت الحاضر شراء الأوراق من المتجر مباشرة.
  5. إعطاء الأوراق لتجار يانصيب مرخصين أو معتمدين.
  6. الفوز بالجائرة وإعطاء الممولين حصتهم، إذ كانت حصة مانديل من فوزه عام 1987، 97 ألف دولار من أصل 1.3 مليون دولار.

المصدر

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!