هذه المشكلة المزعجة شائعة بشكل كبير جدًا بين جميع الأعمار ومختلف الأجناس بحيث تؤثر على حياة حوالي 90 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وأي شخص منّا لا بد أنّه عانى أو سيعاني منها وإن كان لمرة واحدة، وعلى الرغم من أنها شائعة لدى الجنسين إلا أنّ الذكور والبدينين هم الأكثر شكوى منها.

قد تأخذ هذه المشكلة منحى دائم ويعاني منها الشخص يوميًا أو متقطع وقد يعود ذلك لاختلاف الأسباب، وعلى المدى الطويل سيؤثر الشخير على جودة النوم ويتسبب بمشاكل صحية تتظاهر بتعب وإرهاق ونعاس خلال اليوم بحيث تصبح أكثر خطورة مع التقدم في العمر، هذا بالإضافة إلى مشاكل في العلاقة مع الشريك، وأشيع التأثيرات الصحية المرتبطة بالشخير هي التعب خلال اليوم والأمراض القلبية، وحوالي نصف الأشخاص الذين يقومون بالشخير بصوت عالي يعانون من توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم.

ماذا يحدث داخل أجسادنا عند الشخير؟ خلال النوم تسترخي عضلات الحلق ويرجع اللسان إلى الخلف كما يضيق الحلق ويصبح رخوًا، وعند التنفس تبدأ جدران الحلق بالاهتزاز -عادةً خلال الشهيق وبدرجة أقل عند الزفير وهذا ما يعطي الصوت المميز للشخير، وكلما كان الحلق أضيق كلما كان صوت الشخير أعلى، وفي بعض الحالات قد ينسد الحلق تمامًا مما يسبب نوب توقف التنفس أثناء النوم وهذه الحالة خطرة وتستدعي رعاية طبية.

ما أهم العوامل التي ترفع احتمال الخطر؟ التقدم في السن بشكل طبيعي يقود إلى ارتخاء عضلات العنق، وبعض العيوب والأمراض في الأنف والحلق كضخامة اللوزتين، الزوائد والبوليبات الأنفية، انحراف الحاجز الأنفي، بعض الاضطرابات الوظيفية كالالتهاب الناتج عن العداوى التنفسية والالتهاب التحسسي، وضعية النوم كالنوم على الظهر، الكحول يرخي العضلات لذا فاستهلاكه قبل النوم قد يكون سببًا محتملًا للشخير وكذلك الأدوية المرخية للعضلات، التدخين أيضًا قد يكون عاملًا مؤهبًا حتى بالنسبة للمدخنين السلبيين الذين يتعرضون لذلك بشكل دائم، ومن أهم العوامل المؤهبة أيضًا هي البدانة وخاصةً كمية الدهون المتواجدة في العنق فكلما زادت كلما ارتفع الخطر.

متى يجب استشارة الطبيب؟ يجب استشارة الأخصائي المناسب إذا كنت تعاني من الشخير مع تواجد أي من هذه الأعراض:
– النعاس المفرط أثناء النهار.
– الصداع الصباحي.
– زيادة الوزن مؤخرًا.
– عدم الراحة والتعب عند الاستيقاظ صباحًا.
– الاستيقاظ ليلًا مع الإحساس بالاضطراب والقلق.
– تغيُّر في مستوى الانتباه أو التركيز أو الذاكرة.
– توقف التنفس المتقطع والملحوظ أثناء النوم.

كيف تتخلص من الشخير وما العلاجات المتوافرة؟ عادة يتم الاعتماد بالتشخيص على ملاحظة الشريك مع القيام بالفحوص الفيزيائية بالإضافة إلى دراسة حالة النوم باختبارات معينة، وتتضمن العلاجات:
– تغييرات في أسلوب الحياة تتضمن تجنب عوامل الخطورة آنفة الذكر.
– الجراحة: وتشمل عمليات متنوعة بحسب الظروف والسبب.
– استخدام أجهزة أو أدوات فموية خاصة تمنع الشخير أو موسعات أنفية.
– استخدام جهاز CPAP وهو أداة تسبب ضغط هواء إيجابي مستمر في مؤخرة الحرق لإبقاء مجرى الهواء مفتوح.
يجب الانتباه إلى أنّ الشخير وأسبابه وعواقبه ليست بمسائل قليلة الأهمية ويجب الاهتمام بها والانتباه لها ومعالجتها خاصةً النمط الدائم، لذا إذا كنت تعاني أنت أو شريكك من المشكلة يجب استشارة أخصائي لتحليل الحالة ومناقشة العلاجات المناسبة التي قد تتراوح من البسيطة إلى المعقدة أو على الأقل محاولة تجنُّب العوامل المؤهبة.

دانيا الدخيل

دانيا الدخيل

مهتمة بآخر مستجدات العلوم المختلفة واﻷخبار المتنوعة وأحاول المساعدة في نشرها.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!