ما هي الفروقات بين الزرادشتية و الإسلام ؟


مقدمة:
يجمع الديانتين الزرادشتية والإسلامية أنهما ديانتان توحيديتان، نشأتا في الشرق الأوسط بعد الهندوسية بفترة طويلة، وكلتاهما تمتلكان ممارسات دينية منظمة، وهذا المقال سيسلط الضوء على الاختلافات ما بين الديانتين.
الفرق من ناحية التطور:
الزرادشتية: نشأت في بلاد فارس “ايران حاليًا” وكانت الدين الرسمي للبلاد أيام الإمبراطورية الساسانية، زرادشت مؤسس الديانة زعم أن الإله أهورا مازدا قد عرج به إلى السماء، وأنه الإله الخالق لكل شيء ولا يجب أن يعبد أحد سواه، واجهت الزرادشتية مقاومة في البداية من قبل العقائد التي لا تؤمن بوحدانية الإله، إلى أن تبنت الأسرة الحاكمة هذه الديانة، وبقيت الديانة الرسمية حتى القرن السابع الميلادي، حيث استبدلت بالإسلام.
الإسلام: في القرن الخامس للميلاد كانت شبه الجزيرة العربية أرضًا للرحل، ومع الوقت بدأت التجمعات الصغيرة في مكة، كان تعدد الآلهة هو المعتقد السائد الذي يجمع الطوائف المختلفة، كانت مكة تحتوي على 360 ضريحًا تمثل أيام السنة القمرية، حيث كانت مركز الحج الأبرز، قريش كانت القبيلة الأقوى في مكة وكان النبي محمد ينتمي إليها، تدريجيًا بدأ الدين يتسع ويضم أعدادًا أكبر في شبه الجزيرة وبقية العالم، بما فيها أوروبا وشبه القارة الهندية.
الاختلاف من ناحية المعتقد:
الزرادشتية تعتقد بوجود إله واحد هو أهورا مازدا، لديه خصم روح شريرة تدعى أهورا ماينيو، ويعتقدون بمعركة كبرى بين الخير والشر، سيكون الخير هو المنتصر، وعلى الناس المشاركة فيها، وبحسب الجانب الذي يقفون في صفه سيقضون الأبدية بعد الموت.
أما المسلمون فيعتقدون بوحدانية الإله “الله”، والغرض من حياة الإنسان هو أن نعيشها وفقًا لرغبة الله والمكافأة هي الجنة، وأن محمد هو خاتم الأنبياء، وأن الروح لا تموت أبدًا، والموت هو فقدان الجسد فقط، ويعتقدون بيوم الحساب، حيث سيقسم الناس ما بين الجنة والنار.
الاختلاف من ناحية الممارسات:
الزرادشتية تعتقد بوجوب الاغتسال عدة مرات في اليوم للحفاظ على الطهارة، وطقوس معقدة تصعب ممارستها في نمط الحياة الحديث، ومن الممارسات الدينية المثيرة للجدل، تعدد الزوجات وسفاح المحارم مما يطهر روح وجسد المولود الجديد حسب معتقدهم، لكن هذه نقطة جدل بينهم، حيث فرقت هذه الممارسات بين التابعين لهذا الدين.
من ناحية أخرى الإسلام لا يحتوي هذه التعقيدات في الممارسات، حيث يصلي المسلمون خمس مرات في اليوم، ويصومون لشهر في السنة، ويتبرعون بالمال والطعام للفقراء في عدة مناسبات، وهنالك الحج لمن قدر عليه، والإسلام لا يميز بين البشر تبعًا للعقيدة أو الطبقة الاجتماعية.
الفروقات في النصوص الدينية:
القرآن هو الكتاب الديني المعتمد لدى المسلمين والذي يعد وحيًا من الملاك جبريل على محمد، والحديث المتناقل عن محمد والأنبياء الأخرين.
أما الزرادشتية فكتابها هو الأفستا، ويحتوي تراتيل في امتداح الإله أهورا مازدا والطقوس التي يتوجب القيام بها، وتم إنهاء هذا الكتاب في عهد الأسرة الساسانية.

الاختلاف من حيث اختيار الأتباع:
الزرادشتية كانت ديانة حصرية لبلاد فارس، ولكن انتشرت في الهند بسبب هجرة الزرادشتيين إليها بعد انتشار الإسلام، اليوم لا يتجوز عدد الزرادشتيين 100 الأف أغلبهم في شمال الهند، وبعضهم في ايران.
أما الإسلام فقد انتشر من شبه الجزيرة إلى كافة أنحاء العالم، والآن يقدر عدد المسلمين بأكثر من مليار.


 

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!