ما الذي سيحدث لو نشأت الخلافة الإسلامية من جديد؟  كانت الخلافة الإسلامية أقوى دولة عرفها العالم حتى ذلك الوقت، محكومة بالأسرة الأموية بعد قيامها على يد معاوية بن أبي سفيان. امتدت تلك الامبراطورية عام 720 م من المحيط الأطلسي غربًا إلى الهند شرقًا لتضم بذلك طيفًا واسعًا من الثقافات واللغات المختلفة. بدون شك استطاعت الدولة الأموية السيطرة على هذه الدول نظرًا لقوتها الكبيرة، إلا أن تلك القوة قد وهنت بعد ذلك لتنهار تلك الدول. إن ذلك يثير تساؤلا حول إمكانية قيام تلك الدولة من جديد بافتراض وجود نفس الحدود التي وجدت عام 720م من البرتغال إلى الهند، ماذا سيكون شكلها؟

ستكون المساحة الإجمالية تحت سيطرة تلك الامبراطورية نحو 11.1 مليون كيلومتر مربع، لتكون بذلك أثاني أكبر دولة في العالم بعد روسيا. ستكون ثالث أضخم دولة من حيث عدد السكان بعد الصين والهند بإجمالي عدد سكان يصل إلى 665 مليون و217 ألف نسمة، إذا قارنا ذلك بتعداد سكان الامبراطورية الرومانية القديمة سيكون إجمالي التعداد متقارب ولكنه أقل منها قليلًا.
الجدير بالذكر أن اللغة العربية لن تكون اللغة الوحيدة في هذه الامبراطورية الضخمة، حيث كانت الدولة تضم عددًا كبيرًا من الثقافات واللغات. بينما كانت اللغة العربية منتشرة بشكل كبير. إلا أن الاختلافات الشفهية بين الدول ظاهرة جدًا، حيث إن العربية التي يتحدثها أهل المغرب مختلفة عن تلك التي يتحدث بها السكان في العراق والشام. سيشكل العرب نسبة 46% فقط من الإجمالي حيث سيشارك في النسبة الإجمالية كل من البرتغاليين والأتراك والفرس والهنود والباكستانيين.

الدين الأكثر هيمنة على هذه الامبراطورية كما يشير اسمها هو الإسلام حيث سيشكل المسلمون نسبة 85% من التعداد السكاني، منقسمين إلى نحو 64% من السنة و21% من الشيعة. ستضم الامبراطورية أقلية من المسيحين تبلغ نسبتها 9% وسيمثل اليهود 1% بينما الديانات الأخرى مثل الهندوسية والزرادشتية وديانات أخرى ستمثل 3%، أما الملحدون واللادينوين سيمثلون نحو 2%.
ربما تكون دمشق عاصمة الخلافة كما كانت قديمًا عام 720، ولكنها لن تكون أكبر المدن. حيث ستفوز بذلك اللقب مدينة كاراشي في باكستان خارج النطاق العربي. وسيكون لديها تعداد سكاني كبير يقارب التعداد السكاني لدولة أفغانستان. من المدن المحورية الأخرى التي ستبتلعها الامبراطورية ستكون القاهرة وطهران وبغداد والرياض. الوضع الاقتصادي لهذه الامبراطورية سيكون عامل مهم لها للسيطرة والنفوذ على الدول الأخرى، حيث سيكون إجمالي الناتج المحلي لها نحو 5.34 تريليون دولار أمريكي، مما يعني أنها ستتفوق اقتصاديًا على ألمانيا واليابان، لتحتل المركز الثالث بعد الولايات المتحدة والصين فقط. لن يكون الناتج المحلي للفرد كبيرًا في هذه الامبراطورية حيث سيصل إلى 8072 دولار للشخص الواحد، لتكون الحالة الاقتصادية للفرد الواحد مشابهة لذلك الموجود في الصين حاليًا.

أحد أعمدة الاقتصاد في هذه الدولة سيكون النفط، حيث ستحتوي تلك الدولة على أكبر مراكز إنتاج النفط في العالم مثل السعودية والكويت وقطر وإيران، ليكون الإنتاج النفطي لهذه الامبراطورية معادل لنحو 30% من الإنتاج العالمي. وسيكون النفط أحد الأدوات الفعالة التي ستستخدمها تلك الامبراطورية لبسط نفوذها على الساحة العالمية. كما ستكون الأداة الأخرى لبسط النفوذ هي الجيش الهائل والذي سيكون الأضخم في العالم بعدد من الجنود يبلغ نحو 4 مليون و214 ألف جندي جاهز، و4 مليون و216 ألف جندي في الاحتياط، وهو عدد أكبر من هؤلاء الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الصين وأمريكا مجتمعين.
الخلاصة: إذا نشأت الخلافة العربية من جديد فستكون قوة عظمى بلا شك، حيث أنها الجيش الأقوى وثالث أقوي اقتصاديات العالم، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث المساحة وثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان. سيكون بحوزتها نحو 30% من النفط العالمي. إلا أن هناك عدد من نقاط الضعف والتي أدت بها للانهيار فيما مضى منها الاختلافات الحادة بين قاطنيها ثقافيا والعراك المستمر بينهم، والمعارك بين السنة والشيعة والانقسام بين الأعراق والفصائل أيضًا. فهل هناك حل تراه يمكن أن يجمع شمل هذه الدول معًا من جديد؟ شاركنا به إذا!

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!