البيندي هي نقطة حمراء توضع في وسط الجبين وعادة من قبل النساء الهندوسية، وتعود تلك الكلمة إلى ترنيمة الخلق المعروفة باسم ناساديا سوكتا -Nasadiya Sukta، وتعتبر البيندي هي النقطة التي يبدأ عندها الخلق كما تُوصف بأنها الرمز المقدس للكون، والبيندي في الهندوسية والبوذية مرتبطة مع شقرا أجنا وهي العين الثالثة وبيندي لها وجود تاريخي وثقافي في منطقة الهند الكبرى.

ووفقًا للتقاليد الهندوسية شقرا أجنا هي جزء من الدماغ ومقعد الحكمة الخفي التي تزداد قوتها من خلال التأمل واليوغا والممارسات الروحية الأخرى، وتمثل بيندي تلك العين الثالثة والتي تحافظ على تلك الطاقة وتعمل على تعزيزها، وكلمة بيندي مذكورة في أقدم نص سنسكريتي وهو نص ناساديا سوكتا، ويرمز للعين أجنا باللوتس المقدسة التي تمتلك اثنين من البتلات، وتتوافق مع اللون البنفسجي واللون الأزرق الغامق أو الأزرق الفاتح ولكن توصف ايضًا وصفًا تقليديًا على أنها بيضاء.

وتعرف شقرا باسم اوم – OM وهي التي تشرف على الإله أردهاناريشفارا – Ardhanarishvara وهو نصف ذكر يسمى بشيفا ونصف أثني تسمى بشاكتي، وبيندي هي النقطة التي ينشأ عندها الكون وبجانب أجنا يعرفوا بشقرا العين الثالثة ويرتبطوا بالغدة الصنوبرية وهي غدة حساسة للضوء تنتج هرمون الميلاتونين الذي ينظم النوم والاستيقاظ، ويفترض أيضًا أنها تنتج مادة الديميثيلتريبتامين والمعروفة باسم – DMT هو مادة مسئولة عن الهلوسة، والقضية الرئيسية لأجنا تنطوي على تحقيق التوازن بين أعلى وأدنى النفس والثقة في توجيه الجانب الداخلي، وذلك الجانب يتعلق بالوصول إلى الحدس، فأجنا تتعامل مع الوعي البصري عقليًا، وتتعامل مع الوضوح البديهي عاطفيًا.

وفي جنوب آسيا، تضع النساء من جميع الأديان البيندي ولا يقتصر وضعه على دين أو منطقة محددة ومع ذلك، فإن مؤسسة البحوث الإسلامية التي تقع في الهند تقول إن ارتداء البيندي هو علامة للنساء الهندوسية فقط، والبيندي لا تزال تمثل وتحافظ على الأهمية الرمزية في أجزاء كثيرة من الهند.

اما بالنسبة لصناعته فيتم وضع قليل من مسحوق اللون القرمزي بمهارة على إصبع الخاتم الذي يصنع نقطة حمراء مثالية، ويأخذ ممارسة كبيرة لتحقيق الشكل الدائري المثالي، في البداية يتم وضع شمع لزج في مركز قرص مفرغ ثم يتم تغطيته بمسحوق اللون القرمزي ثم يتم إزاله القرص لتحصل على دائرة بيندي مثالية، ويوجد ايضًا مواد أخرى لصناعة البيندي فلا تقتصر صناعته على اللون القرمزي فقط، وتقليديًا بيندي هي نقطة حمراء بداخل دائرة خضراء، ولكن لم تعد مقيدة بلون أو شكل معين.

تاريخيًا، البيندي يتكون من اللون القرمزي الذي يوضع فوقه قطعة من الزجاج الرقيق للزخرفة، كذلك ترتدي النساء حبيبات كبيرة متلألئة من الذهب إضافة إلى المجوهرات إذا كانوا يقدرون على تحمل سعرها، يتم تصنيع وبيع البيندي من قبل العمال المعروفين باسم لاخيرا – Lakhera، وفي التقاليد الهندوسية يجب أن ترتدي الفتاة البيندي في زفافها وكذلك بعد الزفاف ترتديه دائمًا، اما بالنسبة للفتيات غير المتزوجات فلهم حرية الاختيار في وضع زينة صغيرة على جبينهن، ولا يسمح للنساء الأرامل بوضع البيندي أو أي زخرفة.

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!