المسيحية واليهودية هما ديانتان إبراهيميتان تمتلكان نفس الأصل وتختلفان في المعتقد، والتعاليم والطقوس، وكلمة الكتاب المقدس «Bible» آتية من الكلمة الإغريقية «biblia» والتي تعني كتب أو مخطوطات، وتسمي كلا الديانتان مخطوطاتها المقدس بالكتاب المقدس أو «Bible»، تعود اليهودية إلى القرن الثاني قبل الميلاد ويحتوي كتابها المقدس 24 كتاباً كتبت بالعبرية أو الأرمنية، وقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، يتضمن الجزء الأول خمسة كتب ، والتي – استناداً إلى التقاليد – كشفها الرب إلى موسى في جبل سيناء، أما الجزء الثاني فيسمى بأسفار الأنبياء، والجزء الثالث يسمى بأسفار الكتابات.

نشأت المسيحية في القرن الأول بعد الميلاد وتعرف بديانة المسيح، يجدر الذكر أن الإنجيل يتضمن النصوص اليهودية العبرية ولكنها ذات ترتيب مختلف، وقد حولت إلى 39 كتاباً جمعت معاً وسميت لدى المسيحيين بالعهد القديم، أما العهد الجديد للمسيحيين فيتألف من 27 كتاباً تحتوي النصوص المسيحية المبكرة، وبأية حالة فإن عدد الكتب لدى البروتستانت 39 كتاباً، وعددها لدى 46 لدى الكاثوليك، و53 لدى المسيحيين الأرثوذكس، وبالنسبة للمسيحيين يأخذ العهد الجديد أفضلية على حساب العهد القديم ولا يستعينون بالعهد القديم إلا لتأكيد ما جاء في العهد الجديد.

إحدى الفروقات الكبيرة الأخرى هو اللغة التي كتبت بها النصوص الأصلية لكل كتاب، فقد كتب الكتاب المقدس لليهود بالعبرية أو الأرمنية بينما كتب العهد القديم للمسيحية بالسبعينية، وأكثر من ذلك، فإن ترتيب النصوص يختلف كلياً في الكتابين، إن المسيحية هي فرع تفرع من اليهودية وقد نتج هذا التفرع من الفرق في المحتوى لكلا النصين، علاوة على ذلك فإن أهمية التعاليم الشفوية في اليهودية كانت سبباً في التفريق بين الكتابين لأن اليهودية أعطت أهمية متساوية لكلا التعاليم المكتوبة والشفوية، وعلى الجانب الآخر تجد المسيحية تشدد فقط على الجانب النصي من كتاباتها المقدسة، وبالرغم من أنا تفاسير الكنيسة تمتلك شأن عظيم لكنها ليست بأهمية التفاسير الحاخامية وتفاسير النصوص.

في المحصلة، فإنه لمن المهم ملاحظة أن هاتين الديانتين مترابطتين ببعضهما البعض، لكن تختلف كتب كل منهما بشكل ملحوظ، والفروق الرئيسية نجدها في عدد الكتب الموجودة في كل منهما، وترتيب الكتب، واللغة الرئيسية التي قرأت بها أو درست بها، ومحتوى الكتابين، والأهمية التي أعطيت للتعاليم الشفوية أو المكتوبة في أثناء كتابتها.

ويمكن تلخيص هذه الفروق كالتالي:
– عدد الكتب
– ترتيب الكتب
– اللغة الرئيسية التي كتبت بها أو درست وقرأت بها.
– محتوى الكتابين
– الأهمية التي أعطيت لكل جزئية.


 

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!