تشير التقديرات إلى أن ما يقرب واحد من كل خمسة أشخاص سيعاني من اضطراب اكتئابي كبير(MDD) في وقت ما من حياتهم، ولكن على الرغم من انتشاره في كل مكان، والتقدم الكبير الذي أحرز في دراسة الصحة العقلية، لا يزال أطباء الأمراض العقلية وعلماء النفس يكافحون لتشخيص هذه الحالات المتنوعة.

وكما يشرح فريق من الباحثين من وحدة قسم الأعصاب في معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا، يعتمد الأطباء في الوقت الحالي على استجابات المريض لاستبيانات موحدة – وهي ممارسة ذاتية وغير مسؤولة عن الكيمياء الحيوية والوراثة.

وعلاوة على ذلك، فإن الانتشار الواسع لأعراض الاكتئاب والعثور على الأدوية من الفئة المضادة للاكتئاب كمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، تفشل في مساعدة بعض المرضى، وقد قاد العلماء في هذا المجال إلى التكهن بأن هناك أنواع عديدة متميزة من الاكتئاب.

يتفق الجميع على أن تحديد وتمييز هذه الأنواع الفرعية، إذا كانت موجودة أمر ضروري لخلق خيارات علاج أفضل، ولكن حتى الآن لم يقم أحد بذلك بشكل مقنع.

وقال البروفسور كنجي دويا في بيان له: 

«كان هناك تكهنات على الدوام بوجود أنواع مختلفة من الاكتئاب، وهي تؤثر على فعالية الدواء. لكن لم يكن هناك توافق في الآراء.»

على أمل توضيح المسألة وتوفير علامات موضوعية لتشخيص الاضطراب الاكتئابي(MDD) ككل، قرر دويا وزملاؤه تجميع أكبر قدر ممكن من البيانات عن الاكتئاب واستخدام التحليل الإحصائي للبحث عن أنماط غير مرئية في السابق.

جمعت دراستهم، التي نُشرت في تقارير علمية، إجابات استبيان ومعلومات طبية (تحليل متسلسل وانتقالات للجينات الرئيسية ومستويات الكورتيزول وعامل عصبي مشتق من الدماغ) وعمليات مسح MRI وظيفية في 78 منطقة دماغية من 67 مريضاً يعانون من (MDD) و 67 من مشاكل التحكم الصحي. في المجموع، تم تقييم كل مريض لأكثر من 3000 ميزات قابلة للقياس.

كشف الفحص القائم على الكمبيوتر لهذه المجموعة الضخمة من البيانات، باستخدام أداة إحصائية جديدة طورها الفريق، عن مجموعات تتطابق مع ثلاثة أنواع فرعية من الاكتئاب. تم العثور على أنواع فرعية تختلف على أساس وجود أو عدم وجود صدمة الطفولة وأنماط الاتصال الوظيفي بين التلفيف الزاوي الأيمن- منطقة الدماغ تشارك في المعالجة البصرية، والإدراك المكاني، والذاكرة، والانتباه، وبعض جوانب الوعي الذاتي- و المناطق الأخرى لشبكة الوضع الافتراضي.

يبدو أن المرضى الذين يعانون من زيادة وظيفة التلفيف الزاوي والذين عانوا أيضاً من صدمة الطفولة يظهرون النوع الفرعي من الاكتئاب الذي لا يستجيب للعلاج بواسطة أدوية SSRI. أما النوعان الفرعيان المعاكسان فقد كانا يستجيبان بشكل إيجابي للعلاجات التي تستخدم عقاقير SSRIs.

يقول دويا: 

«هذه هي أول دراسة لتحديد الأنواع الفرعية للاكتئاب وبيانات التصوير بالرنين المغناطيسي في تاريخ البشرية، و أضاف: إنه يوفر للعلماء دعماً كبيراً في متابعة دراستهم للجوانب العصبية الحيوية للاكتئاب.»

اقترح فريق من جامعة هيروشيما في وقت سابق من هذا العام، وجود نوع جديد من الاكتئاب يتوسطه عمل غير طبيعي لمستقبِل هرموني يسمى MCHR1.

وقد أُجريت دراستهم على الفئران، ولكن اختبارات المتابعة ستختبر ما إذا كان المسار ينطبق على البشر. إذا تأكد ذلك، فإن اكتشافهم يفسر سبب عدم استجابة مجموعة فرعية من الأشخاص المصابين بالاكتئاب للأدوية الموجودة، والتي تعمل على الناقلات العصبية السيروتونين و / أو (norepinephrine).


المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!