لا يعتمد كسب احترام الناس على شهاداتك العلمية فحسب، فيمكنك إخباري أنك بروفيسور في جامعة هارفرد وأمضيت سنواتٍ تعمل لإنهاء الفقر في السودان، ولكن ذلك لن يعني لي الكثير إن اعتقدتُ أنك أخرقًا أو متكبرًا، ولمساعدتك في بناء مصداقيتك واحترامك عوضًا عن تخريبها أو تآكلها، إليك ستة أشياء لا يجدر بك فعلها:

1- أن تجعل نفسك محور الموضوع:

يعتقد بعض الأشخاص أن الآخرين سيرونهم مهمين ويستحقون الاحترام إن جعلوا المحادثة تدور حولهم، ولكن ذلك غير صحيح، فإنك لن تبني مصداقيتك إن قال أحدهم شيئًا ما وكانت استجابتك الدائمة بطريقةٍ ما هي «نعم، يبدو ذلك كما كنت أنا مرةً…………»، وفي الحقيقة، سيراك الناس كشخصٍ يجعل نفسه محور العالم، ويشكون في ما تقوله.

2- عدم التحدث عن نفسك أبدًا:

وفي المقابل، إن عدم جذب الانتباه إليك أو المحاولة في جعل نفسك غير ملحوظٍ كثيرًا، لا يساعدك أيضًا في بناء مصداقية واحترام، فمثلًا كنت في الآونة الأخيرة جزءًا من مجموعة بدت إحدى مشاركيها ذكيةً ووقورة، ولكنها كانت هادئةً جدًا ولم تقل أي شيءٍ عن نفسها، وذكر أحدهم لاحقًا بأنها الرئيس التنفيذي لشركةٍ كبرى، فإن كنت أعلم ذلك لكنت استمعت إليها بشكلٍ مختلف، فإن حققت شيئًا فريدًا من نوعه أو صعبًا في الحياة، من الجيد أن تجعل الناس تعرف بذلك.

3- تجاهل أفكارك الخاصة:

لاحظت قبل بضعة أسابيع شخصًا يعارض أفكاره الخاصة مسبقًا، فعند طرق فكرةٍ مثلًا سيقول في كل مرة «من المحتمل أنها لن تنجح، ولكن يمكننا أن…..» أو «قد لا نريد أن نجرب هذا ولكن،………» وستمضي المحادثة وكأنه لم يتكلم إطلاقًا، فمن الواضح لي أن الأشخاص افترضوا في عقلهم الباطن أنه هو نفسه لم يؤمن بفكرته، فلا يجدر بالمجموعة أن تمضي وقتًا للتركيز عليها، وإن كنت تتصرف على هذا النحو كنوعٍ من التواضع وعدم الحزم، فهناك طرقٌ أفضل بكثير لفعل ذلك من غير التأثير على مصداقيتك واحترامك، فيمكنك على سبيل المثال قول «ما رأيكم لو جربنا……»، أو «أتساءل إن سيكون جيدًا إذا……» إذ تشير هذه الجمل على النية بالتعاون والانتفاح بدلًا من إظهار قلة إيمانك بتفكيرك الخاص.

4- تجاهل أفكار الآخرين:

كما أن الأسلوب المعاكس لذلك هو قاتلٌ للاحترام، إذ أنني دربت مديرةً تنفيذيةٌ في إحدى المرات، كانت تحطم سمعتها مع زملائها وموظفيها بالتركيز على أخطائهم وقصور تفكيرهم، فكلما طرح أحدهم فكرة ما في اجتماع، كانت تشير إلى سبب عدم نفع تلك الفكرة، أو أنها جُربت سابقًا وفشلت، أو أن الميزانية لن تحتملها،إلخ….، وكانت واحدة من شكاويها هي عدم إعطاء الطاقم لرأيهم في أي شيءٍ، ولكني فهمت السبب عند ملاحظتي لسلوكها في الاجتماعات، إلا أنه كانت لديها رغبة بتغيير رد فعلها أو استجابتها، وبالفعل رأيت أن الأشخاص بدأوا باحترام ذكاءها وحنكتها في العمل مع مرور الوقت.

5- الإشارة إلى أخطاءك الخفية:

تذكر، عند تحدثك أمام مجموعة، فهم على الأغلب لا يعرفون ما الذي ستقوله أو تقوم به، حتى وإن انحرفت عن المسار الذي خططت له مسبقًا، فلن يعرفوا بذلكما لم تخبرهم أنت نفسك، فمنح فمن يتصيد الأخطاء الصغيرة التي ارتكبتها وعدم راحتك بارتكابها فرصةً للتعليق، يجعلك تبدو أقل قدرة وكفاءة.

6- بعث إشاراتٍ سلبيةٍ بجسدك:

قف باستقامة، وتنفس بعمق، وانظر إلى الأشخاص الذين تتحدث معهم، واثبت في وقفتك، وأبقٍ يديك على جانبيك، أو أومئ بهما لتوصيل نقطةٍ ما، وبعباراتٍ اخرى: دع جسدك يوصل ثقتك بنفسك وبما لديك لتقوله.
إلا أن الخبر الجيد عن مسببات عدم الاحترام الست أنها مرنةٌ إلى حدٍ كبير، فعليك فقط الانتباه إلى ما تفعله، وجدِ البدائل وتذكر نفسك باستخدام سلوكياتك الجديدة، كما أن إيجاد مصدرٍ يساعد جدًا، وهو شخصُ تحترمه بالأصل ويهتم لأمرك، وسيخبرك بالحقيقة حول ظهورك وطريقة كلامك، وعند توقفك عن فعل تلك الأشياء الستة، سنود جيمعًا أن نستمع لما ستقوله.

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!